المرأة المثقفة هل يُحبها ويفضلها الرجل أم يرفضها‎

المرأة المثقفة عالم جميل وشمس مشرقة في منزلها فهي تهتم بكل شيء تعرف مالها وما عليها،تحسب كلامها قبل قوله،تُنصت قبل أن تتكلم وإذا تكلمت يكون ردها مُهيمن وسديد ولا يقبل النقاش،مُلمة بأغلب الأشياء التي تدور في محيطها نراها الكاتبة الشاعرة المؤلفة تُناقش سياسياً ثقافياً دينياً علمياً اجتماعياً ،تهوى القراءة تعشق المستحيل تصل إلى القمة بكل عزم وجدارة، تعرف خفايا وأسرار الرجل، هي الزوجة والأم والأخت،فهي تناقشه وتتفوق عليه،تروضه تستطيع إسكاته،تقلب الموازين لكفتها ليس تعدي أو تجاوز حدود ضد الرجل ولكنها برجاحة عقلها و كفائتها ولباقة حديثها وهدوئها وسرد نقاط موضوعها تكون هي الأفضل والأجمل.

 فهل المرأة المثقفة ذهب أم هم على القلب لا يحبذها الرجل ولا يريدها ويعتبرها عثرة في طريقه وتقدمه سواءً في عمله أو منزله وهليصيبه الإحراج والتلعثم إذا قيل له زوج فلانة أو اخو فلانة ، صحيفة بروفايل الإلكترونية أستطلعت الآراء ..

IMG-20150423-WA0006بدايةً يحدثنا الكاتب بجريدة الرياض الأستاذ عبد الرحيم الأحمدي يقول قضية الزواج من مثقف أو مثقفة مسألة تعتمد مبدئياً على مبررات الأقدم على مشروع الزواج،واهتمام المُبدع بفنه يأسره لحب فنه،وكم جمعت الثقافة من زوجين وأمضيا حياتهما الزوجية بسعادة غامرة،هيأها التسامح واحترام وتقدير مشاعر الآخر نحو فنه والتضحية من أجل المُساهمة في دعم الآخر،وقد يجلب تفضيل الحب الأول(الإبداع)الغيرة لدى الآخر فتنقلب السعادة إلى قلق وخصومة وفراق،وكان الإعتقاد السائد من قبل أن المستوى الثقافي للزوجين يُساهم في التقارب ونمو إبداع كل منهما ،وقد تلعب المُنافسة واختلاف الرؤى دوراً مُؤثراً في تطوير أو تقويض العلاقة.

المسألة هي الموائمة بين حبين الإبداع وهو الأسبق وتعتمد على نحو هذا الحب وحب الآخر الذي يعتمد على التفاهم وتجسيد العلاقة بالاحترام المتبادل والتعاون.

والرجل يحب الارتباط بالمثقفة نظراً لوعيها وفهمها مما ينعكس على تربية أبنائهما تربية مرضية،والخشية أن يسلب حُب الإبداع الاهتمام بالتربية،أما الاستمتاع بالحوار معها فالمفروض أن يستمتع بذلك وفق رضا كلاً منهما عن درجة تفكير الآخر وصدق حبه، والواجب تعميق العلاقة وتوفير التسامح والاحترام،وإذا تم الوفاق والرضا عدت الزوجة مكسباً له ولأسرته مهما كانت متفوقه عليه إن كان كفؤاً للعلاقة الزوجية بل يحترمها ويقدرها.

ويحدثنا الأستاذ الإعلامي ومدير الخدمات العامة بصحة الباحة ماجد علي الشطي أن الرجل المثقف يحب أن تكون زوجته مثقفة وهذا سينعكس على أفراد الأسرة،ستعم الثقافة داخل المنزل وسيكون بينهم تجانس وانسجام ويسود الحب لأن الثقافة ستكون عامل اتصال مهم.

أما إذا كان الرجل غير مثقف أو على درجة ثقافة أقل من المرأة يكون الناتج عكسي حيث ستخلق ثقافة المرأة مشكلة يتحسس منها الرجل وقد يفسر ثقافتها العالية على أنها فلسفة لا داعي لها وأنها تستخدم تلك العبارات للتعالي وحب الظهور مما يزيد المشاحنات بينهما ويكون عامل سلبي على انه يكون ايجابي ولا يعيبني بتاتاً إذا قيل لي زوج الدكتورة فلانة.

لذلك فلا بد من أن تكون الثقافة عن وعي وذكاء كما أنها ستستفيد من مستوى ثقافتها لخلق حياة زوجية سعيدة وثقافة المرأة نعمة لا يستطيع تقديرها إلا الرجل المثقف.

ويقول الأستاذ بدر الشنيف مدير العلاقات العامة بجمعية إنسان بالمجمعة الرجل يرتبط بها لأنها مثقفة ومتفهمه للأمور وستفتح مدارك تفكير الرجل وتفيده،وهو بذلك سيستمتع لأنها عندما تكون ناجحة فهو سيطمح أن يكون أفضل منها وتكون حياتهم تحديات على النجاح فالزوجة نجاحها من نجاح زوجها وحياتهم واحده، وفي المستقبل سيُرزق بأبناء والدتهم متفهمة وواعية.

IMG-20150422-WA0042أما الأستاذ رشيد الصقري نائب رئيس أدبي حائل فيقول الرجل المثقف يبحث عن المثقفة التي تنسجم معه فكرياً وتعي متطلبات الزوج،فهي تتفهم صعوبات الحياة العصرية، شريكة للزوج بكل تفاصيل الحياة اقتصادية وتربوية لا سيما أن المجتمع يواجه ثورة في التكنولوجيا الحديثة فهي تغزو كل بيت يتعامل معها الطفل بشكل مباشر من تقدم في أساليب التعليم والأجهزة الذكية فحينها يأتي دور المرأة المثقفة فهي تستطيع توجيه الأبناء ومراقبتهم وتطويرهم كما أن ثقافتها تحقق الأمن والاستقرار لأسرتها.

 وهناك رأي مغاير للمعلم والشاعر المعروف الأستاذ عبد الرحمن سابي لا اعتقد أننا في زمن لا نجد به المرأة النائية عن فعل الثقافة المُعاش بشكل يومي بل إن هذا مطلب أساس في شخصية المرأة المعاصرة في شتى جوانب الحياة خاصة المرتبط وعالم المرأة ذاتها،ولو رحلنا بشكل أدق للمرأة المثقفة بعمق أكبر فإن هذا قد يُمثل عائقاً بطرح تساؤلات لا منطقية عند من يتبنى هذه الفكرة وهي لا شك رهينة الثقافة المجتمعية التي تعيش وسط تكوينها المرأة المثقفة ومع ذلك يظل الزمن كفيلاً بتصحيح هذه المغالطة في زمن ما بعد العولمة ولعله بدأ في هذا بالفعل كما هو المشاهد عند بعض المجتمعات التي حسبت على التيار المحافظ في ما سلف من الوقت.

 أما أبو محمد فله رأي مختلف تماماً يعتقد أن تدني مستوى الثقافة لدى الرجل أو حصوله على مؤهل أقل من زوجته بينما هي مثقفة وحاصلة على شهادة عُليا واسمها يُذكر في كل مكان سيخلق نوعاً من التشتت أو اللامبالاة من طرفها وستعتبرني مثل المثل المصري ظل راجل ولا ظل حيط  وستقلل من قيمتي مع الوقت بحكم أنها مسؤولة ومعروفة أو دكتورة في جامعة..الخ،وسأشعر بالخجل عندما يُقال لي يا بو محمد توسط لنا عند زوجتك فلانة.

 أخيراً المرأة كنز سيعرف الرجل كيف يتعامل معها سواءً كانت مثقفة أو لا فلم يعد هناك امرأة جاهلة فالوصول للمعلومة والخبر أصبح سريعاً وفي لمح البصر بحكم تواجد التكنولوجيا الجديدة فتستطيع مع الوقت تثقيف نفسها بنفسها والتعامل مع زوجها وأبنائها ومحيطها وإن أرادت كذلك إكمال دراستها ،أما بالنسبة للرجل فالوصول لقلب المرأة أياً كانت والرفق بها والكلمات الطيبة لها تخلق نوع من الألفة والمحبة والتقدير والاحترام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى