“حين تكون الحياة فنًا يكون الفن حياة”

بقلم | حنان الحجار 

عندما يتجاوز الفنان المشاهد من حوله بمنظارها الواسع , ليفتح ملامح تثير التساؤلات، ‬ يلجأ لتصغير المشهد بعيدًا عن حجمه الحقيقي فيما يحمل معناه الأوسع من وقائع الحياة المختلفة .. وأنت تتحرك مع مصغرات “نايل الملا” … تظن لوهلة أنك قد تواجدت داخل تلك الإطارات ..تتسلل لتعيش داخل اللوحات بتصنيفاتها المختلفة تقنية وأسلوباً وخامةً تظن إن لكل مجموعة مسار مختلف!
لكن! تضطر أن تعود للواقع بالتفافة تنقلك عبر منمنماته التشكيلية .. إلى عالم تعيش فيه الارتحال بتأشيرة تحمل طلب لجوء، تتنقل بين مصغراته اللونية عبر اختزالات تثير الدهشة للعديد من الحكايات تمثل فكرة لصفحات من ألف ليلة وليلة.
هنا تظهر بصمة الفنان تؤكد معالجاته البصرية للمشاهد المجترة من معاناة خاصة، كما برزت تلك المعاناة في استخدام اللونين (الأسود والأبيض)، مما أتاح لـلفنان إنتاج أقصى تقابل ممكن بين المناطق المتجاذبة معتمدًا على التأثـير الناجم من نسق الألـوان المتضادة بين الحركة والوهم ليتحقق من خلال ناتج التباينات اللونية وتضاداها وتدرجاتها المتحققة بإيهام بصري ينتــج عنه استجابة العين البشرية للانفعال… الذي تولده الأنساق المختلفة لمجموع العوامل المتواصلة بين الماضي والحاضر، والتي تؤكد كيان اللوحة، وتسهم في استحداث حلول جمالية تكسب الفكرة معنى يعبث في العمق، ينبش الأيام ليمحو آثار زمن راودته فيه فكرة النهايات، بتلك الخطوط التي تحيط ببعض اللوحات كهالات أضاءها القمر، يؤكد من خلالها عبارة “حين تكون الحياة فنًا يكون الفن حياة “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى