أعمالنا الفنية .. لا جديد !

الحياة مليئة بالمواقف الثرية، والعقول مشحونة بالأفكار الواقعية والخيالية، وفي كل زاوية حولنا قصة تحتاج إلى حبكة فنية… فلماذا لا نبحر بذواتنا ونغوص في أعماقها لنخرج منها ما هو مكنوز داخلها من درر وجواهر ونقدمه على طبق فضي للمجتمع المتعطش للفكرة والنص والأداء؟! … لماذا لا نصنع فكرة؟! .. لماذا لا نخرج من عالم وسائل التواصل لنخلق رسالة تواصل جديدة مميزة تتناسب مع المكان والزمان؟!… لماذا أصبحت أفكارنا الفنية منسوخة وتقليدنا تجاوز حدود الأدب؟!… أسئلة كثيرة تراودني وتراود غيري من المتابعين، بعد ما أصبحنا نبحث عن المتعة الفنية في مسلسلاتنا القديمة قبل ثورة تويتر والسناب شات والتيك توك، والتي مازالت في الأذهان بالرغم من ضعف الإمكانات التقنية والفنية إلى أن جمال الفكرة وتأثير المشهد يبقيان العمل على قيد الحياة، على عكس اليوم الذي أصيب فيه المدرج الفني بالهبوط في بعض أعماله…
والحقيقة ما استفز قلمي وأدهش عقلي هو فقر المحتوى الذي طال بعض برامجنا الفنية الرمضانية والتي ما زالت تدور في فلك التكرار الملل دون تطوير للفكرة، بالإضافة إلى مشاهد تقليد شخصيات أصحاب البثوث المباشرة وكأنهم بهذه الركاكة الفنية قدموا لنا عمل فني فريد من نوعه، وهم على العكس من ذلك، حيث كشفوا لنا أنه “لا جديد” لديهم سوى متابعة مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة “التيك توك” وتقليدهم بالسخف الذي يقدمونه ظنًا منهم أن ذلك سيسهم في إنجاح العمل، ويزيد من المشاهدة متجاهلين ذوق المتابع والوعي الثقافي والمعرفي الذي وصل له وقدرته على التقييم والنقد، واكتشاف مكامن الضعف في العمل الفني.
من آخر السطر…
نكرر في المنابر الإعلامية جملة ” لا تجعلوا من الحمقى مشاهير” ومن ذات المنبر نبث مشاهد لتقليدهم واستضافتهم والتصفيق لهم، لأن الهدف مشترك وهو البحث عن زيادة عدد المشاهدة دون تقديم أي رسالة.