ذكريات رمضانية

نعيش أيام تتجلى فيها الروحانية وتحفها الرحمة والمغفرة ويتعاظم فيها الخير والأجر وتنعم النفوس بالراحة والسكينة وتتلذذ بالخشوع والتعبد والتقرب إلى الله… رمضان له شوق وفرحة عند الكبير والصغير، تجسدت من خصوصية أيامه ولياليه التي تُستقبل بالشكر بأن منحنا الله عمرًا نتزود فيه من نفحاته وفضائله، وكذلك العادات الجميلة التي نعيشها في بيوتنا وحاراتنا والترابط الاجتماعي والأسري والتسامح والتقارب الذي نستشعر بسموه وسماته في الوجدان.
وفي كل رمضان نجدد ذكريات الأعوام التي مضت وخاصة ما عاشته الطفولة وما زال حيًا في الذاكرة، وكيف كنا نقضي أيامه ونسهر لياليه، بالتأكيد شعور لايمكن وصفه.. سفرة صغيرة، وأطباق قليلة، ومؤنة يسيرة، وصوت “أم حديجان” يجمعنا عبر الأثير…
بالطبع في كل مرحلة من العمر رحلة جميلة نعيش فيها رمضان، وقصة إيمانية ثرية نعانق فيها أسماع الأجيال التي ترى في العيون فرحة ولهفة وشوق لذلك الضيف العظيم، وما يحمله من بشائر خير ورحمة وليلة خير من ألف شهر. والأهم والمهم أن لا نجعل ركض الحياة يسرقنا من حلاوة أيامه وخيره، ويبعدنا عن لذة الاجتماع فيه على مائدة واحدة، ويشغلنا عن التواصل وصلة الرحم، حتى لا نقتل ذكريات الماضي الجميل في نفوس أبنائنا، بل نجعل الجمال يزداد روحانية وبهاء ويبقى ممتد حتى حاضرهم.